اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder):
اضطراب نمائي عصبي، يسبب عجز في التفاعل الاجتماعي والتواصل، بالإضافة إلى اهتمامات محددة وسلوكيات نمطية مكررة.
يشمل اضطراب طيف التوحد:
سابقاً كان يصنف التوحد ضمن الاضطرابات النمائية الشاملة (PPDs)، التي كانت تتضمن بالإضافة إلى التوحد مجموعة من الاضطرابات، مثل:
اضطراب اسبرغر:
تكون فيه الأعراض أقل شدة مقارنةً بباقي اضطرابات الطيف، وغالباً يكون المصاب يمتلك معدل ذكاء عالي و قدرةً على الاستقلالية مع مشاكل في التفاعل الاجتماعي.
الاضطراب النمائي الشامل غير محدد المعالم:
يشكل الحد الوسطي من حيث شدة الأعراض بين اضطراب اسبرغر واضطراب التوحد.
التوحد:
وهو الذي يحمل الأعراض بأشد درجة.
اضطراب الطفولة التفككي:
هو الأندر والأخطر, يحمل الطفل تطوراً طبيعياً كسائر الأطفال في السنوات الأولى من حياته، ثم يبدأ بفقدان هذا التطور على المستوى الاجتماعي واللغوي وتبدأ أعراض طيف التوحد تظهر لديه.
متلازمة ريت:
يحمل المريض أعراض مشابهة جداً لأعراض اضطراب طيف التوحد, ولكن لم تعد تصنف متلازمة ريت كاضطراب طيف التوحد، حيث تم إيجاد جين (مورثة) محدد مسؤول عن ظهور هذه المتلازمة.
لكن في عام 2013 _ و حسب DSM 5 تغير الاسم ليصبح اضطراب طيف التوحد، والذي يعتبر مظلة تشمل جميع الاضطرابات السابقة، على أن يتم التشخيص باضطراب طيف التوحد دون غيره من الاضطرابات السابقة، إلا أن بعض الأشخاص والأطباء لا يزالون متمسكين بالمصطلحات السابقة.
أعراض طيف التوحد:
- خلل في التفاعل الاجتماعي.
- تأخر الكلام.
- ضعف التواصل البصري.
- انعدام الرغبة باللعب.
- سلوكيات نمطية متكررة كرفرفة اليدين أو الدوران حول النفس.
- الاعتياد على روتين يصعب تغييره.
- حساسية عالية أو منخفضة عن الحد الطبيعي تجاه الأصوات، الأضواء، الروائح، أو اللمسات.
- العناد وعدم الاستجابة للتعليمات والاعتياد على روتين يصعب تغييره.
- معدل ذكاء عالي ومواهب أو قدرات خاصة.
- سلوكيات إيذاء الذات (كضرب الرأس بالحائط أو عض اليدين).
- صعوبة التعبير عن المشاعر وتكوين الصداقات.
أسباب اضطراب طيف التوحد:
الأسباب ليست مفهومة جيداً لذلك تركز الأبحاث على التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية.
مثلاً قد يؤدي تعرض المرأة للملوثات الضارة أثناء الحمل إلى حدوث طفرة جينية تؤدي إلى إصابة طفلها وتم رصد تغيرات جينية نادرة غير ثابتة، مما يشير إلى مكون وراثي, بالإضافة لملاحظة طفرات جينية عند المصابين باضطراب طيف التوحد.
كما أُجريت دراسات على أسنان التوائم لتحديد ومقارنة مستويات الرصاص والمنغنيز والزنك لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد مع توأمهم غير المصابين، وكان لدى الأطفال المصابين نقص في المنغنيز والزنك و مستويات أعلى من الرصاص، وهو معدن ضار خلال فترات زمنية محددة من النمو.
ووجد الباحثون أيضًا أن دورات الزنك والنحاس المتغيرة، التي تنظم عملية التمثيل الغذائي للمعادن في الجسم تتعطل في حالة اضطراب طيف التوحد.
عوامل الخطورة:
عوامل جينية_وراثية:
- التاريخ العائلي فوجود طفل مصاب باضطراب طيف التوحد ضمن العائلة، يزيد احتمال ولادة طفل آخر مصاب.
- وجود بعض المتلازمات مثل متلازمة الصبغي X الهش, أو متلازمة ريت.
- تؤثر العوامل الوراثية على خطر الإصابة بالاضطراب بنسة 40_80%.
عوامل بيئية:
- تناول الأم بفترة الحمل ( لبعض الأدوية أو الكحول أو تعرضها لمواد كيميائية).
- الولادة المبكرة.
- الوزن المنخفض عند الولادة.
- السمنة ومرض السكري للأم أثناء فترة الحمل.
- تقدم عمر الوالدين.
الانتشار والشيوع:
تشير الدراسات إلى أن معدل انتشار اضطراب طيف التوحد يزداد، وتكون نسب انتشاره:
- بنسبة طفل واحد لكل ٣٦ طفل حسب (CDC).
- بنسبة طفل لكل ١٠٠ طفل حسب منظمة الصحة العالمية.
- لدى الذكور أكثر من الاناث بنسبة أنثى واحدة لكل ٤ ذكور.
تشخيص اضطراب طيف التوحد:
حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي يوجد خمسة معايير في التشخيص، وهي:
- المعيار الأول عجز ثابت في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
- المعيار الثاني وجود أنماط متكررة محددة من السلوك أو الاهتمامات أو الأنشطة.
- المعيار الثالث ظهور الأعراض في فترة مبكرة من النمو.
- المعيار الرابع أن تسبب الأعراض تدنياً واضحاً في مجالات الأداء الاجتماعي أو المهني الحالي أو في غيرها من المناحي المهمة.
- المعيار الخامس لا تفسر هذه الاضطرابات على أنها إعاقة ذهنية أو اضطراب نمائي شامل, قد تترافق الإعاقة الذهنية مع اضطراب طيف التوحد في كثير من الأحيان، ولوضع التشخيص المرضي المشترك للإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد ينبغي أن يكون التواصل الاجتماعي دون المتوقع للمستوى العام.
في أي عمر يبدأ تشخيص اضطراب طيف التوحد؟
يبدأ التشخيص في عمر ال ٣ سنوات، بواسطة فريق متعدد الاختصاصات مثل طبيب عصبي، طبيب نفسي، اختصاصي كلام ولغة، اختصاصي تربية خاصة.
الاضطرابات المرافقة لاضطراب طيف التوحد:
- اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه.
- الإعاقة الذهنية.
- الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب.
- اضطراب في اللغة أي خلل في استيعاب وإنتاج اللغة.
- الصرع.
- صعوبات تعلم (قراءة، كتابة، حساب).
- اضطرابات في النوم.
- مشاكل التغذية.
إمكانية التحسن:
حسب (DSM-5-TR) فإن اضطراب طيف التوحد يستمر مدى الحياة، وهو غير انتكاسي، بل على العكس غالباً يتحسن التواصل الاجتماعي في مراحل الطفولة المتقدمة ويمكن أن يتدهور نسبة صغيرة منهم سلوكياً في فترة المراهقة.
يعتمد التحسن بشكل كبير على:
- وجود أو عدم وجود إعاقة ذهنية.
- وجود أو عدم وجود ضعف لغوي.
علاج اضطراب طيف التوحد:
لايوجد علاج شافي لاضطراب طيف التوحد، ولكن تسعى العلاجات الحالية إلى التحكم بالأعراض الظاهرة لأنها تختلف من طفل لأخر لذا يكون العلاج بشكل خطط فردية لكل طفل على أساس قدراته واحتياجاته.
فريق المعالجة:
ويعتمد العلاج على فريق متعدد التخصصات، يتضمن:
المعالج السلوكي:
يعمل على تقليل و تثبيط السلوكيات غير المرغوبة.
معالج الكلام واللغة:
يهدف علاجه إلى:
- زيادة فهم اللغة و الاستيعاب اللغوي.
- تحسين الكلام والنطق لدى الطفل.
- تصميم طرق تواصل بديلة لأطفال طيف التوحد غير القادرين على الكلام و التواصل اللفظي.
المعالج النفس الحركي:
يعمل على تحسين:
- التواصل الغير لفظي والسلوكيات.
- القدرات الذهنية والحركية.
- الإدراك المكاني و الزماني.
- الاستجابة للمدخلات الحسية.
المعالج الوظيفي:
يقوم بتعليم الشخص أن يقوم بأداء مهامه بشكل مستقل وإيجاد طرق تكيفية بديلة لتلبية احتياجاته الشخصية.
العلاج الدوائي:
لا توجد أدوية تعالج الأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد ولكن تساهم بعضها في تخفيف الأعراض المرافقة التي تظهر مثل الأدوية ل:
- المساعدة على تقليل فرط الحركة أو تقليل سلوكيات إيذاء الذات.
- زيادة التركيز.
- علاج المشاكل النفسية كالقلق, الاكتئاب و اضطرابات النوم.
العلاجات البديلة:
غالباً ما تستخدم العلاجات التكميلية والبديلة لتكملة الأساليب التقليدية وقد تشمل الأنظمة الغذائية الخاصة، العلاج بالحيوان، العلاج بالفنون أو علاجات الاسترخاء.
في الختام لا بد من التذكير والتنويه على أهمية الكشف والتدخل المبكر للحصول على أفضل خدمة ورعاية مقدمة للطفل بأسرع وقت ممكن.
دمتم سالمين.
إعداد: معالجة الكلام واللغة هدى دللول.
تدقيق: د.كريم الباروكي.