الصدفيّة:
مرض مناعي التهابي مزمن تتشارك في حدوثه العوامل الوراثيّة والبيئيّة، حيث يحدث فرط تكاثر لخلايا الجلد في بعض مناطق الجسم مثل (المرفقين، الرّكبتين، فروة الرّأس)، وقد يصيب مناطق أخرى، إذ يتظاهر على شكل بقع من الجلد تصبح ملتهبة ومتقشرة.
أعراض الصدفيّة:
من الأعراض الواضحة والشّائعة هي طفح جلديٌ يشبه قشرة الرّأس يتفاوت حجمه وشكله.
وأيضاً هذه القشور قد تختلف ألوانها حسب لون البشرة، ففي البشرة الغامقة تكون رماديّةً، والبشرة ذات اللّون الفاتح تكون ورديّةً أو حمراء.
يكون الجلد في هذا المرض جافّاً ومتشقّقاً، ويسبّب الحكّة التي تؤدّي إلى النّزف.
ممكن أن يعاني المريض من ألم في المفاصل.
و قد يصل المرض إلى العين فيعاني المريض من التهاب الملتحمة أو التهاب الجفن.
كيف يتم تشخيص الصّدفيّة:
يقوم الطبيب بتشخيص الصدفيّة:
- سريرياً من خلال تظاهراتها والتاريخ المرضي للشخص وعائلته أو من خلال تناوله بعض الأدوية مثل ( الأدوية المضادة للملاريا, الليثيوم..)
- في بعض الأحيان يكون من الضروري أخذ عيّنة من الجلد وفحصها تحت المجهر من أجل تحديد النوع الدقيق من المرض ونفي غيره من الاضطرابات.
محفّزات الصّدفيّة:
إنّ العوامل البيئيّة تسهم في حدوث المرض مثل الطّقس الجاف، والعدوى الجلديّة أو الإصابة بالتهاب الحلق العقدي، الامتناع المفاجئ من أخذ الكورتيكوستيروئيدات عبر الفم أو الحقن.
أنواع الصدفيّة:
الصدفيّة اللويحيّة:
تكون القشور فيها جافّة، حاكّة، بارزة، قد يشفى الجلد المصاب ولكن يترك تغيّرات مؤقّتة في اللّون وهي أكثر الأنواع شيوعاً.
صدفيّة الأظافر:
من اسمها، فهي تتميّز بإصابتها للأظافر في اليدين والقدمين، فتظهر الإصابة على شكل حفر في الظّفر فيتغيّر لونه ونموّه إذ يصبح غير طبيعي. وقد تؤدّي إلى انفكاك الظّفر حيث يصبح رخواً ومنفصلاً عن قاعدة الظّفر.
الصدفيّة النقطيّة أو القطريّة:
قد تحدث بعد التهاب الحلق العقدي فهي تصيب بشكلٍ شائعٍ فئة الأطفال واليافعين، فتظهر البقع على الجذع، القدمين، والذّراعين.
صدفيّة الثّنيّات:
تظهرُ بشكلٍ شائعٍ في المنطقة الإربيّة والثّديين حيث تعتبر هذه المناطق من الثّنيّات الجلديّة، ويكون شكل الإصابة هنا على شكل بقعاً ملساء من الجلد الملتهب.
الصّدفيّة البثريّة:
حيث هنا الإصابة تشبه البثور فهي مليئة بالصّديد وتعتبر نوعاً نادراً.
الصّدفيّة المحمّرة للجلد:
نختم بأقل الأنواع شيوعاً، نرى هنا القشور مغطّية لكامل مساحة الجسم.
علاج الصدفيّة:
أساس العلاج هو منع الخلايا من النّمو المفرط، ولدينا علاجٌ ضوئي وعلاج دوائي .
العلاج الضوئي:
يعتبر من الخيارات الأولى، ويمكننا استعماله بمفرده أو مع الأدوية.
طريقته تقتصر على تعرّض الجلد لكميّةٍ من الضوء الذي قد يكون طبيعيّاً أو صناعيّاً، ويُحدّد عدد الجلسات من قبل الطّبيب المشرف، وسنتوسّع قليلاً بأنواع الضّوء المستخدم في العلاج:
- يمكن استخدام أشعّة الشّمس.
- النّطاق العريض للأشعّة فوق البنفسجيّة “B”.
- النّطاق الضيق للأشعّة فوق البنفسجيّة “B”,قد يكون أكثر فعاليّة من العلاج بالنّطاق العريض للأشعّة فوق البنفسجيّة “B”.
- علاج جويكرمان الّذي يجمع بين العلاج بقطران الفحم مع العلاج بالضّوء، قد نستخدم نطاقين عريضاً وضيّقاً من الأشعّة فوق البنفسجيّة”B”.
- قد نعطي المريض دواءً حسّاساً للضّوء مثل السّورالين، ونعرّض الجلد لأشعةٍ فوق بنفسجيّةٍ “A” فيصبح الجلد أكثر حساسيّة للضوء.
العلاج الدّوائي:
الكورتيكوستيروئيدات:
حيث تتواجد بأشكالٍ عديدةٍ مثل الزّيوت والمراهم والكريمات (علاجٌ موضعيّ) لذلك نستخدمها للمناطق الحسّاسة مثل الوجه وثنيّات الجلد، يختلف عدد مرّات أخذها، حيث في مرحلة تفاقم المرض يُعطى المصاب جرعةً واحدةً في اليوم، أمّا في حالة الانخفاض يعطى كل خمسة أيام أو يومين.
نظائر فيتامين د:
تعمل على إبطاء نمو خلايا الجلد.
الريتينوئيدات:
أيضاً نراه على شكل مرهم أو كريم جلدي، وهو يوضع مرّةً أو مرّتين على الجلد ولكن قد يسبّب آثاراً جانبيّةً مثل:
- تهيّج الجلد.
- زيادة الحساسيّة للضوء.
مثبّطات الكالسيتونين:
تعمل هذه الأدوية على تهدئة الطّفح الجلدي وتقلّل من تراكم القشور، وقد نستعملها في مناطق الجلد الرّقيقة مثل الجلد حول العينين على عكس الكريمات الستروئيدية أو الريتنوئيدات، وأيضاً لا ينصح به للحامل أو المرضع، ويسبب زيادة خطر حدوث سرطان الجلد والأورام اللّمفيّة فلا يجب استعماله على المدى الطّويل.
حمض السّاليسليك:
يوصف على شكل شامبو لعلاج فروة الرّأس، فهو يقلّل من القشور، ومن الممكن استخدامه لوحده أو مشاركته مع علاج موضعي آخر لتجهيز فروة الرّأس وامتصاص الدّواء بسهولةٍ.
قطران الفحم:
يعمل على تقليل الحكّة والالتهاب والقشور ، ونراه بأشكالٍ مختلفةٍ ( الشامبو، الكريم، الزّيت) ، ولكن من سلبيّاته :
- الرّائحة النّفّاذة.
- يمكن أن يسبّب الانزعاج إذ يسبب بقع على الملابس و الفرش.
- قد يسبّب تهيّج الجلد.
- لا ينصح به في حال الحمل أو الإرضاع.
أدوية مناعيّة:
ويتم استعمالها بشكل حقن تعمل على تغيير نمط الجهاز المناعي، حيث تؤدّي إلى توقّف المرض وتحسّن أعراضه، ونستخدم هذا النّوع من الأدوية عند المرضى الّذين لم يستجيبوا للعلاجات الأوليّة، وتعتبر هذه الأدوية باهظة الثّمن، ويجب توخّي الحذر أثناء تناولها لأنّها تسبّب تثبيط الجهاز المناعي، فقد تؤدّي زيادة التعرّض للعدوى الشّديدة.
الميثوتريكسات:
يعطى أسبوعيّاً كجرعةٍ واحدةٍ فمويّةٍ، فهو يثبّط الالتهاب ويقلّل إنتاج خلايا الجلد ولكن قد يسبب:
- اضطرابات هضميّة كاضطراب المعدة وفقدان الشّهيّة والإرهاق.
- يحتاج الأشخاص الّذين يأخذون الميثوتريكسات على المدى الطّويل إلى اختباراتٍ مستمرّةٍ لمتابعة تحاليل الدّم ووظائف الكبد.
- يجب تجنّبه عند المرضع وفي حال احتمال الحمل فيجب إيقافه قبل ثلاثة أشهر
السّيكلوسبورين:
أيضاً تؤخذ عبر الفم فهي تعمل على تثبيط الجهاز المناعي، مشابه للميثوتريكسات في الفعاليّة حيث يعتبر مثل الأدوية المثبّطة للمناعة إذ يزيد السّيكلوسبورين من خطر الإصابة بالعدوى وغيرها من المشكلات الصّحيّة، بما في ذلك السّرطان. ويحتاج الأشخاص الّذين يأخذون السّيكلوسبورين على المدى الطّويل إلى اختباراتٍ مستمرّةٍ لمراقبة ضغط الدّم ووظائف الكلى.
دمتم سالمين.
إعداد: د.دانا نجد.
التدقيق اللغوي: د.يزن خلدون مسعود.