قصور الصوت البلوغي:
قصور الصوت البلوغي (puberphonia) أو ما يسمى بالصوت الرأسي، وهو اضطراب صوت وظيفي، يتسم صاحب هذا الصوت بأن صوته يكون حاداً للغاية، بشكل ملفت للانتباه.
يضفي استخدام هذا الصوت نوعية صوت أنثوي على أصوات الرجال، يظن المستمع أنّ المتكلم (صاحب الصوت) صغير السن، ولم يصل إلى مرحلة البلوغ بعد. وغالباً ما يعتقد المستمع أنّه يتحدث إلى امرأة عندما يتحدث مع رجل دون أن يراه.
الأعراض:
- العرض الرئيسي هو عدم انخفاض طبقة الصوت عند البلوغ.
- التكلم بصوت حاد أنثوي للذكور.
- صوت ضعيف.
- الشعور بالتعب عند التحدث لفترة طويلة.
- ضيق التنفس.
- الشعور بتوتر أو شد في العنق.
آلية حدوث المرض:
الاضطراب غير شائع لدى الإناث لعدم ازدياد طول الطيات الصوتية وسمكها بشكل كبير ومفاجئ عند البلوغ (تنخفض طبقة الصوت بشكل بسيط).
عادةً ما يخضع الذكور المراهقون لتغيرات صوتية (انخفاض شديد في طبقة الصوت) نتيجة الزيادة المفاجئة في طول الطيات الصوتية وسمكها بسبب تضخم تفاحة آدم (بروز الغدة الدرقية).
الزيادة المفاجئة في طول الطيات للمراهقين الذكور تكون نتيجة الزيادة المفاجئة في هرمون التستوستيرون، لهذا يظهر الاضطراب بشكل شائع و ملاحظ لدى الذكور.
بالإضافة إلى أن الحنجرة عند الأطفال تتموضع في مستوى عالٍ يبدأ بالانخفاض كلما تقدم الطفل في السن وتنخفض عند البلوغ بشكل سريع، أما بالنسبة للإناث فلا تنخفض الحنجرة بشكل كبير بل تبقى في مستوى عالٍ نسبياً مقارنة بمستوى تموضع الحنجرة لدى الذكور.
وفي حالة قصور الصوت البلوغي يقاوم الذكر التغير المفاجئ الحاصل على الحنجرة، ويحاول الحفاظ على صوته الطفولي المألوف بالنسبة له.
الأسباب:
النفسية:
(الأشيع وهو أن المراهق يقاوم التغير الكبير، السريع والمفاجئ الحاصل على صوته.
العضوية:
غير شائعة وتتمثل بعدم اندماج صفائح الغضروف الدرقي نتيجة قصور الغدد التناسلية أو تشوه في بنية الحنجرة أو الطيات الصوتية.
الشيوع:
من 1 إلى 900000 شخص مصاب بهذا الاضطراب، شائع وملاحظ لدى الذكور أكثر من الإناث.
التشخيص:
- يجب نفي وجود قصور في الغدد التناسلية.
- نفي وجود مشكلة تشريحية في بنية الحنجرة عن طريق إجراء تنظير لدى طبيب أذن أنف حنجرة.
- بعد نفي وجود أي مشكلة، يقوم اختصاصي الكلام واللغة بإجراء:
- تقييم طبي مفصل بالسؤال عن متى بدأت المشكلة وعن الأعراض وعن مدى تأثير هذه المشكلة على حياة المريض.
- ثم يقوم بإجراء تقييم لصوت المريض عن طريق برامج صوتية مثل: (Multidimensional voice program analysis (MDVP))، والذي يقوم بتحليل صوت المريض و إعطاء معلومات هامة عن صوت المريض أبرزها تردد (طبقة) الصوت.
العلاج:
االعلاج الصوتي:
وهو العلاج الأساسي والأول والذي يقوم به اختصاصي الكلام واللغة، ويشمل:
- علاج مباشر: ويقوم على تمارين صوت وظيفية تستهدف عضلات الحنجرة بالإضافة إلى مساج الحنجرة الذي يساعد على استرخاء عضلات الحنجرة، و تمارين لتحسين التنفس.
- علاج غير مباشر: ويقوم على إعطاء نصائح للمريض عن آلية التعامل مع صوته بشكل صحيح، وعدم القيام بسلوكيات مؤذية للصوت.
- تغذية راجعة سمعية وبصرية: وهي عبارة عن تحفيز للمريض برسومات بصرية و مثيرات سمعية عن طريق برامج مثل: (Computerized Speech Lab (CSL)).
ضبط ارتفاع الحنجرة:
بشكل يدوي وذلك عن طريق إمساك الحنجرة وجسها خارجياً على عنق المريض ومحاولة ضبطها إلى موضع أخفض في أثناء قيام المريض بالتصويت، وهذه الاستراتيجية في العلاج تجعل المريض يسمع صوته الذكوري بشكل واضح ومن المرة الأولى، مما يجعله يلاحظ الفرق بين الصوت ذو الطبقة الحادة (المرتفعة) والصوت ذو الطبقة المنخفضة.
العلاج الطبي:
يتم اللجوء للعلاج الطبي في الحالات الشديدة التي لم تلقى جدوى في العلاج الصوتي، ويشمل:
- حقن البوتوكس: يتم حقن البوتوكس في الطيات الصوتية للمريض، مما يعطي طبقة صوت أخفض.
- الجراحة: تهدف إلى تغيير بنية الحنجرة و الطيات الصوتية.
قصور الصوت البلوغي اضطراب على الرغم من عدم شيوعه إلا أن له تأثيرات هامة على مختلف جوانب حياة الفرد ،لذا ننصح بأهمية التدخل المبكر نظراً لإمكانية التحسن والشفاء السريع.
إعداد: معالجة الكلام و اللغة هدى دللول.